مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن

مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن

التأسيس، التطلعات، التحديات

المقدمة

يمثل البحر الأحمر أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث يربط بين البحر المتوسط والمحيط الهندي عبر قناة السويس ومضيق باب المندب. تمر عبره نسبة كبيرة من التجارة العالمية وناقلات النفط، مما يجعله بؤرة استراتيجية للتنافس الدولي والإقليمي. إدراكًا لهذه الأهمية، أُعلن في 6 يناير 2020 بالرياض عن تأسيس مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن كإطار مؤسسي لتعزيز التعاون بين دول المنطقة

الدول الأعضاء

يضم المجلس ثماني دول عربية وأفريقية هي:

  1. المملكة العربية السعودية
  2. جمهورية مصر العربية
  3. المملكة الأردنية الهاشمية
  4. جمهورية السودان

5. الجمهورية اليمنية

6. جمهورية جيبوتي

7. دولة إريتريا

8. جمهورية الصومال الفيدرالية

تاريخ التأسيس والمحاولات السابقة

تم توقيع ميثاق تأسيس المجلس في الرياض يوم 6 يناير 2020 من قبل وزراء خارجية الدول الثماني، بحضور وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى. جاء هذا التأسيس بعد محاولات سابقة منذ السبعينيات لإنشاء إطار تعاون إقليمي حول البحر الأحمر. ففي الثمانينيات والتسعينيات، طرحت مصر والسعودية عدة مبادرات لتفعيل التعاون البحري والأمني، إلا أن الاضطرابات السياسية الإقليمية حالت دون إتمامها.

إعادة طرح الفكرة مطلع الألفية الجديدة ارتبطت بتصاعد التهديدات الأمنية مثل القرصنة في خليج عدن وتنامي التدخلات الدولية، ما عزز الحاجة لإطار إقليمي جامع.

الهيكل التنظيمي

ينص الميثاق الموقع في الرياض على أن يكون للمجلس أمانة عامة مقرها الرياض، وأن يعقد القادة ووزراء الخارجية اجتماعات دورية لمناقشة القضايا المتعلقة بالأمن البحري والتنمية الاقتصادية. كما يتيح الميثاق تشكيل لجان متخصصة للتعاون في مجالات الاقتصاد، الأمن، البيئة، والثقافة.

الأهداف والتطلعات

  • تعزيز الأمن البحري وحماية الملاحة الدولية.
  • دعم حرية التجارة العالمية عبر البحر الأحمر.
  • تنسيق الجهود الاقتصادية والتنموية بين الدول الأعضاء.
  • مكافحة التهديدات الأمنية غير التقليدية مثل الإرهاب والقرصنة.
  • تشجيع الاستثمارات المشتركة والبنية التحتية البحرية والموانئ

التحديات الراهنة

رغم تأسيس المجلس، تواجهه تحديات متعددة، أبرزها:

  • الأوضاع في اليمن وانعكاسها على أمن مضيق باب المندب.
  • تصاعد التوترات الدولية بين قوى كبرى (الولايات المتحدة، الصين، روسيا) التي تسعى لتأمين نفوذها في البحر الأحمر.
  • القرصنة والتهديدات غير التقليدية في خليج عدن وباب المندب.
  • غياب التنسيق الكامل بين الدول الأعضاء بسبب اختلاف الأولويات السياسية

آخر المستجدات

  • في عام 2021، عقد وزراء خارجية الدول الأعضاء عدة اجتماعات دورية لتعزيز التنسيق الأمني والاقتصادي.
  • انخرط المجلس في مشاورات مع منظمات دولية بشأن تأمين البحر الأحمر.

التطورات الأخيرة في البحر الأحمر (2023-2024)، بما في ذلك التهديدات التي طالت حركة الملاحة، أعادت التأكيد على أهمية دور المجلس كإطار إقليمي فاعل

الخاتمة

إن تأسيس مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن يشكل خطوة استراتيجية نحو بناء منظومة تعاون إقليمي قادرة على مواجهة التحديات المشتركة وضمان استقرار هذا الممر الحيوي. غير أن نجاح المجلس يتطلب إرادة سياسية موحدة، وتنسيقًا فعّالًا بين الدول الأعضاء، بالإضافة إلى إدارة متوازنة لعلاقاتها مع القوى الدولية.

قائمة المراجع الرسمية

  1. وزارة الخارجية السعودية – بيان إعلان تأسيس مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن (6 يناير 2020).
  2. وكالة الأنباء السعودية (واس) – تغطية مراسم توقيع الميثاق بالرياض (2020).
  3. وزارة الخارجية المصرية – بيان حول التوقيع والمشاركة المصرية (2020).
  4. قرار جمهوري مصري بالموافقة على ميثاق تأسيس المجلس (الجريدة الرسمية – نوفمبر 2020).
  5. تقارير مجلس الأمن الدولي حول أمن البحر الأحمر وخليج عدن (2021-2023).
  6. بيانات واجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء (2021-2023).