الإيكونوميست تسلط الضوء على استراتيجية أسمرا العدائية في بناء التحالفات وتمديد الوجود في تيغراي كعوامل رئيسية لخطر الحرب.
أديس أبابا، إثيوبيا — تحذر تحليلات دولية رائدة، بما في ذلك تعليقات من صحيفة الإيكونوميست، من أن إثيوبيا وإريتريا تقفان على شفا صراع متجدد، يغذيه مطلب أديس أبابا القوي للوصول إلى البحر الأحمر ومناورات النظام الإريتري العدائية. ويشير المحللون إلى أن الوضع “قريب بشكل خطير” من الحرب، مما ينذر بانهيار خطير للتهدئة الهشة التي تلت مبادرة السلام لعام 2018.
عدائية النظام الإريتري وتأجيج الأزمة
ينبع جوهر التصعيد الحالي من العقيدة الاستراتيجية طويلة الأمد التي تتبعها الحكومة في أسمرا. لطالما استخدم النظام الإريتري، بقيادة الرئيس إيساياس أفورقي، إثيوبيا كتهديد دائم لتبرير نظامه الداخلي الشديد القمع والمركزية. وتسمح رواية “المعتدي الوشيك” هذه لأسمرا بالحفاظ على حالة تعبئة دائمة.
وتؤكد الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إريتريا هذا الموقف العدواني وتساهم بشكل مباشر في خطر الحرب:
تقويض السلام: على الرغم من اتفاقية بريتوريا لعام 2022 بين الحكومة الإثيوبية و”الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي”، قامت القوات الإريترية بتمديد احتلالها لأجزاء من شمال تيغراي لأشهر بعد الاتفاق. وقد اعتبرت أديس أبابا عمليات التطهير هذه محاولة لإفساد السلام والحفاظ على السيطرة الفعلية على مناطق حدودية رئيسية، مما أظهر عزوفاً واضحاً عن تطبيع الأمن بالكامل.
بناء التحالفات: رداً مباشراً على الخطاب القوي لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بشأن المطالب البحرية، كثفت أسمرا وضعها الدبلوماسي والأمني من خلال تعزيز التحالفات الإقليمية، ولا سيما الانخراط مع مصر، التي تعتبر استقرار البحر الأحمر أمراً بالغ الأهمية. ويرفع هذا التموضع النزاع من قضية ثنائية إلى صراع إقليمي محتمل بالوكالة.
تحذيرات الحرب: في حين أن إريتريا غالباً ما تدير استراتيجيتها بصمت، فقد هدفت التحذيرات الرسمية الصادرة عن الرئيس أفورقي نفسه إلى التهديد بـ عواقب وخيمة والإشارة إلى أن أي هجوم على إريتريا سيغرق القرن الأفريقي بأكمله في فوضى.
إن موقف إثيوبيا المتزايد الحزم بشأن تأمين ميناء سيادي، إلى جانب استراتيجية إريتريا لتبرير القمع من خلال التهديد الخارجي، خلق أزمة أمنية متفجرة يخشى المراقبون من أن تتحول قريباً من مواجهة دبلوماسية إلى اشتباك عسكري واسع النطاق متجدد.
أ
شارة إلى التقرير:
عنوان التقرير: Ethiopia is perilously close to another war (إثيوبيا قريبة بشكل خطير من حرب أخرى)
جهة النشر: The Economist (الإيكونوميست)

صورة ارشيفية
تاريخ النشر: 13 نوفمبر 2025

