منظمة الإيكواس (ECOWAS)

أولًا: التعريف والنشأة

تُعد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS) واحدة من أبرز التكتلات الإقليمية في القارة. أُنشئت رسميًا بموجب معاهدة لاغوس الموقعة في 28 مايو 1975، بهدف رئيسي هو تعزيز التكامل الاقتصادي والسياسي بين دول غرب إفريقيا.
تضم الإيكواس اليوم 15 دولة عضوًا، بعد انسحاب موريتانيا عام 2000. ويقع مقرها الرئيس في أبوجا – نيجيريا، مع وجود مؤسسات فرعية في عدة عواصم مثل أكرا (غانا) وأبيدجان (ساحل العاج).

ثانيًا: الدول الأعضاء

تتكون المنظمة من الدول التالية:

  • بنين
  • بوركينا فاسو
  • الرأس الأخضر
  • ساحل العاج
  • غامبيا
  • غانا
  • غينيا
  • غينيا بيساو
  • ليبيريا
  • مالي
  • النيجر
  • نيجيريا
  • السنغال
  • سيراليون
  • توغو

ثالثًا: الأهداف والمهام

الأهداف الاقتصادية:

  • إنشاء سوق إقليمية مشتركة تعزز التجارة البينية.
  • تنسيق السياسات النقدية والمالية، بما في ذلك مشروع العملة الموحدة “الإيكو”.
  • تشجيع الاستثمارات والبنية التحتية المشتركة (الطاقة، النقل، الاتصالات).

الأهداف السياسية والأمنية:

  • منع النزاعات وتسويتها عبر الوساطة.
  • الحفاظ على الاستقرار الدستوري ومنع الانقلابات.
  • تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.
  • نشر بعثات عسكرية مشتركة للتدخل في حالات الأزمات.

رابعًا: الهيكل التنظيمي

  • مؤتمر رؤساء الدول والحكومات: أعلى سلطة.
  • مجلس الوزراء: ينسق السياسات والبرامج.
  • برلمان الإيكواس: له دور استشاري وتشريعي محدود.
  • محكمة العدل: تفصل في النزاعات القانونية بين الأعضاء.
  • المفوضية: الجهاز التنفيذي الرئيس ومقرها أبوجا.

خامسًا: الإنجازات البارزة

  1. التكامل الاقتصادي: خفض الرسوم الجمركية وتسهيل حركة البضائع والأشخاص.
  2. حرية التنقل: جواز السفر الإقليمي للإيكواس الذي يسمح لمواطني الدول الأعضاء بحرية التنقل.
  3. الأمن والسلام: إنشاء آلية إقليمية للتدخل العسكري، مثل بعثة “إيكوموغ” التي تدخلت في ليبيريا وسيراليون في التسعينيات.
  4. الوساطة السياسية: دور فاعل في أزمات غامبيا (2017) بعد رفض يحيى جامع تسليم السلطة، وأزمة مالي (2020)
  5. التعاون مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في عمليات حفظ السلام.

سادسًا: التحديات الراهنة

رغم إنجازاتها، تواجه الإيكواس تحديات خطيرة:

  1. الانقلابات العسكرية:
  • مالي (2020، 2021)
  • غينيا (2021)
  • بوركينا فاسو (2022)
  • النيجر (2023)
    هذه الانقلابات هزّت مصداقية المنظمة، وأدت إلى صدام مباشر بين قادة الانقلابات ومؤسسات الإيكواس.
  1. الانقسام الداخلي:
  • أعلنت مالي، بوركينا فاسو، النيجر في يناير 2024 انسحابها من الإيكواس وتشكيل تحالف ثلاثي أمني واقتصادي فيما بينها.
  • هذا القرار يمثل أخطر أزمة انقسامية منذ تأسيس المنظمة، ويضعف مشروع التكامل الإقليمي.
  1. الأمن والإرهاب:
  • تنامي نفوذ الجماعات المسلحة مثل “داعش في الصحراء الكبرى” و”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”.
  • ضعف التنسيق الأمني أضعف فعالية التدخلات العسكرية.
  1. التحديات الاقتصادية:
  • تأخر مشروع العملة الموحدة “الإيكو”.
  • تفاوت هائل بين اقتصادات الأعضاء (نيجيريا كأكبر قوة اقتصادية مقابل دول صغيرة وضعيفة).
  • اعتماد معظم الدول على صادرات أولية (نفط، معادن، زراعة)، ما يجعلها عرضة للتقلبات العالمية.
  1. الاعتماد على الدعم الخارجي:
    رغم طموحها للاستقلالية، إلا أن عمليات حفظ السلام غالبًا ما تعتمد على تمويل ودعم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

سابعًا: المستجدات (2023-2024)

  • الأزمة في النيجر: بعد انقلاب يوليو 2023، فرضت الإيكواس عقوبات قاسية وهددت بتدخل عسكري لإعادة الرئيس محمد بازوم، لكن الضغوط واجهت رفضًا شعبيًا داخليًا ودعمًا من مالي وبوركينا فاسو للمجلس العسكري.
  • انسحاب ثلاثي (مالي، النيجر، بوركينا فاسو): يمثل أكبر تحدٍ في تاريخ الإيكواس، حيث تراجعت قدرة المنظمة على فرض قراراتها.
  • وساطة جديدة: في مطلع 2024، تسعى نيجيريا والسنغال لإعادة هذه الدول إلى الإيكواس عبر الحوار.

ثامنًا: التقييم والخلاصة

تظل الإيكواس من أهم التكتلات الإفريقية وأكثرها تأثيرًا في المجالين السياسي والأمني. لكن مصداقيتها مهددة بفعل الانقلابات والانقسامات الداخلية، ما يطرح سؤالًا جوهريًا حول مستقبلها: هل ستبقى منظمة قادرة على الحفاظ على الديمقراطية والتكامل، أم ستتحول إلى كيان ضعيف عاجز عن احتواء أزمات أعضائه؟

إن استعادة فعاليتها يتطلب:

  • إصلاح آليات التدخل العسكري والسياسي.
  • تعزيز التكامل الاقتصادي الفعلي عبر الإسراع في العملة الموحدة.
  • تقليل الاعتماد على الخارج في تمويل عملياتها.
  • بناء ثقة جديدة بين الدول الأعضاء من خلال الشفافية والتوازن في القرارات.

المراجع الرسمية (مختارة)

  1. الموقع الرسمي للإيكواس: www.ecowas.int
  2. بيانات الاتحاد الإفريقي – مجلس السلم والأمن.
  3. تقارير مجلس الأمن الدولي حول غرب إفريقيا ومنطقة الساحل (2021–2024).
  4. تصريحات رؤساء نيجيريا وغانا حول أزمات غرب إفريقيا.
  5. بيانات القمم الأخيرة للإيكواس (2022–2024).
  6. المفوضية الاقتصادية لإفريقيا – تقارير حول التكامل الإقليمي.